Just walk your path !

و انا صغير ..كان عندي مشكله كبيره في الكلام …و كنت “بتأتأ” كتير جدا و انا بتكلم لدرجة اني كنت ساعات بخاف اتكلم علشان مازهّقّش الناس اللي حواليا، او علشان مايبصوليش بظرة شفقه!
و مش محتاج اقول ازاي الموضوع ده كان مأثر علي ثقتي في نفسي و علي نظرتي لقدراتي!

رحت لدكاتره نفسيين كتير (من ضمنهم ناس مشهوره ) و ماحدش عرف يعالجني ولا حسيت بأي تحسن ملحوظ معاهم.
لغاية ما في يوم و انا عندي ١٥ سنه جه واحد من اصحابي و قالي أنه عايز يمثل مسرحيه في النادي، و طلب مني اني اروح معاه علشان اشجعه و هو بيعمل اختبار تمثيل …و رُحت معاه ..و بعدين كان فيه دور صغير في المسرحيه و ماحدش كان عايز يمثله، فطلب مني المخرج اني اجرب امثله علشان يشوف انفع ولا لأ!.
حاولت اقوله اني عندي مشكله في الكلام و اني ممكن ابوّظلهم المسرحيه، انما الراجل اصرّ.
و سبحان الله، عملت الامتحان و الراجل اتبسطت مني جدا و قال اني مناسب جدا للدور .. مع ان الدور كان لراجل فلاح و بيقول نكت و بيعلّق علي تصرفات الناس في المسرحيه ( و انا لا عمري عشت في الفلاحين، و لا بأعرف اقول نكت… ولا كنت عايش في مصر اساسا و انا صغير 😄). 
الظريف بقي اني كان ليا ابن خاله بحبه جدا، و كان رئيس فريق التمثيل في جامعته، و روحت طلبت منه أنه يديني شوية نصايح علشان الدور، فطلع أنه عمل الدور ده نفسه قبل كده ، و اداني شوية نصائح خلت الدور كِبِر و سمّع في المسرحيه و مع الناس اللي بتتفرج !
و عملت المسرحيه و نجحت جدا لدرجة أن اتعاد عرضها اكتر من مره و بحضور ممثلين كبار زي عبد المنعم مدبولي و يحيي الفخراني و طبعا ده كان ليه تأثير كبير جدا في تحسن موضوع الكلام عندي و ارتفاع ثقتي في نفسي و تحسن قدرتي علي الكلام.

و بعدها ب سنتين تلاته وقع في أيدي كتاب اسمه “قوة العقل الباطن ” (The power of your subconscious mind) ، و الكتاب ده فرق معايا جدا بردو ، مش بس في موضوع الكلام ، انما في نظرتي لنفسي و قدراتي و تغيير الحوار السلبي اللي كان دائما بيدور جوا عقلي عن نفسي و إمكانياتي.

و تلِف الايام، و اشتغل شغلانات كلها ليها علاقه بالكلام ، بدايه من شغلي الاولاني في مجال الاستشارات، مرورا بالتدريب و التدريس في الجامعه، لغاية شغلي الحالي في مجال العلاج النفسي.

الخلاصه من اللي عايز اقوله هنا أن البدايات الصعبه ، مش شرط يكون معناها أن الحاجه مش حتنفع، ممكن يكون معناها أن الوقت المناسب لسه ماجاش … و أن الواحد محتاج يمر بتجارب معينه قبل ما يبقي مستعد أنه يوصل للحاجه اللي قلبه حاسس أنه المفروض يعملها …
كمان أن لولا مروري بتجربة مشاكل الكلام ، كان ممكن مايبقاش عندي تعاطف كفايه مع الناس اللي بتجيلي و عندها مشاكل و مش عارفه تتخلص منها، ولا يبقي عندي القدره اني اساعدهم علشان يخرجوا من “مفهوم الضحيه”، و يبقوا اقوي و عندهم رغبه اكتر في تطوير نفسهم .

و الاهم من كده، أن فيه حاجات صغيره بتيجي في حياة الواحد ، و بتعمل فرق كبير ، لأن لولا صديقي جه و قالي اروح معاه لامتحان التمثيل، و لولا اني وافقت اني اروح معاه علشان أشجعه ، و بعديها وافقت اني اجرب الدور الصغير علي الرغم من خوفي الكبير ساعتها…لولا أن انا اخدت القرارات الصغيره دي ، ماكانتش حياتي حتتغير بالشكل الكبير ده …. و غالبا حاجات كتيره في قصة حياتي كانت اتغيرت😊.

كل حاجه بتيجي في وقتها، حتي لو مش فاهمين حكمة التوقيت ده دلوقتي!

الحمد لله

(إعادة نشر)

#منير_الشاذلي

YouTube: Monir El Shazly

Facebook page: @monirelshazlyspiritual

Instagram: monir.elshazly.spiritual

Thanks for Leaving a Reply